فصل: 2- الزمخشري 467- 538 هـ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الواضح في علوم القرآن



.2- طريقته في التفسير:

أ- يفسر القرآن الكريم بالمأثور من القرآن الكريم، وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأقوال الصحابة والتابعين.
ب- يذكر آراء الصحابة ومن بعدهم في التفسير، واستدلالهم باللغة، ويستشهد لذلك بكلام العرب.
ج- إذا تعدّدت أقوال الصحابة والتابعين يتعرّض لتوجيه الأقوال.
د- يعرض للقراءات في الآيات.
هـ- يهتم بالمذاهب النحوية، والأحكام الفقهية، وإجماع الأئمة.
ويستنبط الأحكام التي تؤخذ من الآية.

.3- خصائص تفسيره:

أ- أنه تفسير بالمأثور، لذا نجده يحمل بشدة على تفسير الآيات بالاجتهاد والنظر.
ب- ينقل في تفسيره روايات صحيحة وغير صحيحة بأسانيدها فيخرج بذلك من العهدة.
ج- يوجّه للرأي الذي يراه من بين الآراء في تفسيره، فلا يدع القارئ في حيرة من أمره، لا يتجه إلى رأي بعينه إذ لا دليل له.

.4- وفاته:

كان عالما زاهدا ورعا فاضلا قويا في الحق فصيح اللسان، وكانت وفاته في بغداد وقت المغرب عشية يوم الأحد ليومين بقيا من شوال سنة (310 هـ) وقد تجاوز الثمانين بخمس أو ست سنين.

.2- الزمخشري 467- 538 هـ:

.1- التعريف به:

هو أبو القاسم محمود بن محمد الزمخشري الخوارزمي، ولد بزمخشر سنة (467 هـ)، رحل في طلب العلم إلى بخارى، وقدم بغداد، فسمع من أبي الخطاب بن البطر، وشيخ الإسلام أبي منصور الحارثي، وجماعة.
كان واسع العلم، كثير الفضل، غاية في الذكاء، وجودة القريحة، متفننا في كل علم، معتزليا قويا في مذهبه، مجاهرا به، وداعية إليه، حنفيا، علّامة في الأدب والنحو، كان مقطوع إحدى رجليه، وقد ذكر هو سبب ذلك، قال: كنت في صباي أمسكت عصفورا وربطته بخيط في رجله، فأفلت من يدي فأدركته وقد دخل في خرق فجذبته فانقطعت رجله في الخيط، فتألّمت والدتي لذلك، وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت رجله، فلمّا وصلت إلى سنّ الطلب رحلت إلى بخارى لطلب العلم، فسقطت عن الدابّة فانكسرت رجلي، وعملت عليّ عملا أوجب قطعها. وقيل: إنها سقطت من برد شديد أصابه في بعض أسفاره ببعض بلاد خوارزم.
أقام بمكة سنين وفيها أتمّ تفسيره الكشّاف، فلقّب جار الله تعالى، لجواره بيت الله الحرام.
صنّف كثيرا من الكتب، منها: (الكشّاف) في التفسير، و: (الفائق) في غريب الحديث، و: (أساس البلاغة) و: (المفصّل) في النحو، و: (المستقصى) في الأمثال، وله شعر جيد منه قوله:
وقائلة ما هذه الدرر التي ** تساقط من عينيك سمطين سمطين

فقلت هو الدرّ الذي كان قد حشا ** أبو مضر أذني تساقط من عيني

.2- طريقته في التفسير:

يعدّ (الكشاف) من كتب التفسير بالرأي- مع انحراف إلى الاعتزال- ويعتمد في تفسيره على لغة العرب وأساليبهم، ويعنى عناية خاصة بعلوم البلاغة، تحقيقا لوجوه إعجاز القرآن الكريم، ويؤوّل آيات التوحيد بما يوافق طريقة الاعتزال التي انزلق إليها.

.3- خصائص تفسيره:

أ- خلوّه من الحشو والتطويل، وسلامته من القصص والإسرائيليات الباطلة.
ب- اعتماده في بيان المعاني على لغة العرب وأساليبهم في البيان.
ج- سلوكه فيما يقصد إيضاحه طريق السؤال والجواب.

.4- وفاته:

وحين أتمّ إحدى وسبعين سنة من عمره، وبعد عودته من مكة المكرمة، توفي بجرجانية خوارزم سنة (538 هـ)، وقد أوصى أن يكتب على قبره:
إلهي قد أصبحت ضيفك في الثرى ** وللضيف حق عند كلّ كريم

فهب لي ذنوبي في قراي فإنّها ** عظيم ولا يقرى بغير عظيم

رحمه الله تعالى وعفا عنه.

.3- الرازي 544- 606 هـ:

.1- التعريف به:

هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني الأصل، ثم الرازي ابن خطيبها، من ذرية أبي بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، ولد في الخامس والعشرين من رمضان سنة (544 هـ) بمدينة الريّ، اشتغل أولا على والده ضياء الدين عمر، ثم على الكمال السمناني، وعلى المجد الجيلي، وغيرهم، وأتقن علوما كثيرة وبرز فيها، وتقدّم وساد، وقصده الطلبة من سائر البلاد.
كان واعظا له في الوعظ اليد البيضاء، وكان يلحقه الوجد في حال الوعظ ويكثر البكاء، وكان يحضر بمجلسه بمدينة هراة أرباب المذاهب والمقالات ويسألونه، وهو يجيب كل سائل بأحسن إجابة، ورجع بسببه خلق كثير من الطائفة الكرامية وغيرهم إلى مذهب أهل السّنة، فكان يلقّب بهراة شيخ الإسلام.
قال الداودي فيه: المفسّر المتكلم إمام وقته في العلوم العقلية، وأحد الأئمة في العلوم الشرعية، صاحب المصنفات المشهورة، والفضائل الغزيرة المذكورة، وأحد المبعوثين على رأس المائة السادسة لتجديد الدين.
وتصانيفه كثيرة في فنون عديدة، منها (التفسير الكبير) و: (الأربعين في أصول الدين) و: (المحصل) و: (البيان والتبيين) في الرد على أهل الزيغ والطغيان، وشرح أسماء الله الحسنى، وشرح المفصل للزمخشري، ومناقب الإمام الشافعي.
وغيرها، وكل كتبه مفيدة، وله شعر جيد منه:
المرء ما دام حيّا يستهان به ** ويعظم الرّزء فيه حين يفتقد

ومنه:
وكم من جبال قد علت شرفاتها ** رجال فزالوا والجبال جبال

وكم قد رأينا من جبال ودولة ** فبادوا جميعا مسرعين وزالوا

.2- طريقته في التفسير:

يعدّ تفسيره (مفاتيح الغيب) من أعظم تفاسير الرأي وأوسعها، يعنى بربط الآيات والسور بعضها ببعض، ويعنى باللغة والبيان، ومسائل الفقه، ويميل فيها إلى ترجيح مذهب إمامه الشافعي رحمه الله تعالى، ولكنّ أعظم عنايته بمسائل الكلام والحكمة، فهو فيها الفارس المجلّى والعلم الفرد، ويعنى أحيانا بنقل أقوال الصحابة والتابعين لتفسير الكلمات، وبيان المراد من الآيات.

.3- خصائص تفسيره:

أ- العناية بتفسير الصحابة والتابعين للآيات أحيانا.
ب- ذكر ما يناسب الآيات من الموضوعات. يقول: وهاهنا مسائل، ثم يوردها مسألة مسألة، وإن كان ثمّة اعتراضات أوردها ثم أجاب عليها.
ج- العناية بعلوم اللغة من معاني المفردات والبلاغة بإيجاز كاف.
د- الاقتصاد في ذكر الإسرائيليات والحشو من التفسير.
هـ- العناية بربط الآيات والسور بعضها ببعض، وقد لا يخلو الأمر في هذا من التكلف أحيانا.

.4- وفاته:

كان قد رزق سعادة في مؤلفاته، وسعادة في تلامذته، وكان إذا ركب يمشي حوله نحو ثلاثمائة تلميذ من الفقهاء وغيرهم.
توفي رحمه الله تعالى بمدينة هراة يوم الاثنين يوم عيد الفطر سنة (606 هـ). رحمه الله تعالى.

.4- القرطبي المتوفى سنة 671 هـ:

.1- التعريف به:

هو أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الخزرجي المالكي الأندلسي القرطبي، سمع من ابن رواج، ومن ابن الجميزي، وأبي العباس القرطبي شارح صحيح مسلم وغيرهم. قال الداودي:
كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين الورعين الزاهدين في الدنيا، المشغولين بما يعنيهم من أمور الآخرة، أوقاته معمورة ما بين توجّه وعبادة وتصنيف، جمع في تفسير القرآن الكريم كتابا كبيرا في خمسة عشر مجلدا سمّاه كتاب (جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي القرآن) وهو من أجلّ التفاسير وأعظمها نفعا، أسقط منه القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحكام القرآن، واستنباط الأدلة، وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ، وله شرح الأسماء الحسنى في كتاب يقع في مجلدين سمّاه (الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى) وكتاب (التذكار في أفضل الأذكار) وضعه على طريقة (البيان) للنووي، لكن هذا أتم منه وأكثر علما، وكتاب (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة).
وقال الذهبي عنه: إمام متقن متبحّر في العلم، له تصانيف مفيدة تدلّ على إمامته، وكثرة اطلاعه، ووفور فضله.

.2- طريقته في التفسير:

يعدّ تفسيره من أجلّ كتب التفسير التي وصلت إلينا وأفضلها، جمع فيه تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسيره بالسّنة، ثم أقوال الصحابة والتابعين، وأقوال العلماء واستنباطهم لما تدل عليه الآيات، وعرض لمسائل الفقه ببيان مشرق، وينسب إلى كل فقيه رأيه، ويذكر حجته، وقد يرجّح رأيا من آراء من نقل عنهم، إلى جانب تخريج الأحاديث والعناية بالقراءات واللغات والإعراب.

.3- خصائص تفسيره:

قال رحمه الله تعالى: وشرطي في هذا الكتاب، إضافة الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله، وكثيرا ما يجيء الحديث في كتب الفقه والتفسير مبهما لا يعرف من أخرجه إلا من اطلع على كتب الحديث، فيبقى من لا خبرة له بذلك حائرا لا يعرف الصحيح من السقيم، فلا يقبل منه الاحتجاج به ولا الاستدلال حتى يضيفه إلى من خرّجه من الأئمة الأعلام، والثقات المشاهير من علماء الإسلام.
وأضرب عن كثير من قصص المفسرين وأخبار المؤرخين إلا ما لابد منه ولا غنى عنه للتبيين، واعتاض عن ذلك بتبيين آي الأحكام بمسائل تسفر عن معناها، وترشد الطالب إلى مقتضاها، فضمّت كلّ آية- تتضمن حكما أو حكمين فما زاد- مسائل تبين فيها ما تحتوي عليه من أسباب النزول والتفسير للغريب، والحكم، فإن لم تتضمن حكما ذكر ما فيها من التفسير والتأويل، وهكذا إلى آخر الكتاب.

.4- وفاته:

كان طارح التكلّف يمشي بثوب واحد وعلى رأسه طاقيّة.
وكان مستقرا بمنية بني خضيب من الصعيد الأدنى، وفيها توفي ليلة الاثنين التاسع من شوال سنة إحدى وسبعين وستمائة رحمه الله تعالى.

.5- إسماعيل بن كثير 701- 774 هـ:

.1- التعريف به:

هو أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي.
ولد بقرية شرقي بصرى سنة 701 هـ، ثم قدم دمشق وله نحو سبع سنين مع أخيه بعد موت أبيه، وتتلمذ لكثير من العلماء منهم: الحافظ المزّي، وتزوّج ابنته، وأقبل على علم الحديث، وأخذ الكثير عن ابن تيمية.
وقال ابن حبيب فيه: إمام ذوي التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل- التفسير- سمع وجمع وصنّف، وأطرب الأسماع بأقواله وشنّف، وحدّث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رئاسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير.
قال فيه شيخه الإمام الذهبي (في المعجم): فقيه متفنّن، ومحدّث متقن، ومفسّر نقّاد. صنّف في صغره كتاب (الأحكام على أبواب التنبيه) والتاريخ المسمّى بـ: (البداية والنهاية) والتفسير، واختصر (تهذيب الكمال) للمزّي، وأضاف إليه ما تأخر في (الميزان) وسمّاه (التكميل) وغيرها. ومن شعره قوله:
تمرّ بنا الأيام تترى وإنّما ** نساق إلى الآجال والعين تنظر

فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى ** ولا زائل هذا المشيب المكدّر